حقيبة سفر أي كاتب هي حقيبة كتبه ثم تأتي بعد ذلك حقيبة ملابسه॥ والساعات السابقة للسفر هي عادة ترشيح ثم استبعاد ثم إعادة ترشيح الكتب التي سيحملها معه.. وهل من الأفضل أن يأخذ هذا كله ثم لا يستطيع حمل الحقيبة ويعود بها قبل أن يفتحها.. والواقع إن قلق القراءة ينتاب الكاتب عندما يخشى ألا يجد كتاباً في متناول يده في حل أو ترحال.. ولعل هذا ما دفع شركة للفنادق إلى إنشاء فندق من طراز خاص جدا اطلقت عليه اسم «ليبراري هوتيل» أو «فندق المكتبة»، وهو بالطبع فندق يختلف عن فنادق المتعة والشواذ وتدخين المخدرات وتقديم الكحوليات.. إنه فندق لا يقدم للزبون بجانب الطعام إلا الثقافة.. أو الكتب.. فقد خصص الفندق أجنحته بحيث يحتوي كل جناح على آلاف الكتب المتخصصة في فروع الثقافة والمعرفة.. فهناك جناح «اينشتاين» ويختص بكتب العلوم.. وجناح «أفلاطون» ويختص بكتب الفلسفة.. وجناح «شكسبير» للمسرح.. وهكذا بقية الاجنحة। وقد تتوقع أن يكون هذا الفندق في لندن أو باريس أو برلين، أي في عواصم الثقافة التقليدية في العالم.. ولكن هذا الفندق في نيويورك وفي قلب مانهاتن قريباً من شارع الملاهي «برودواي» حيث تنتشر الفنادق من كل نوع.. ولعل الذين فكروا في انشائه أرادوا أن يقدموا شيئا مختلفا.ً. أو لأنهم يعتقدون أن من حق المثقفين أن يكون لهم فندق خاص تتوفر فيه الكتب والهدوء والموسيقى. وستجد مع «المنيو» أو قائمة الطعام قائمة بالكتب المرشحة للقراءة وملخصا لها.. والدراسات أو التعليقات التي نشرت عنها.. وستدق الجرس وبدلاً من أن تطلب قهوة أو شاي ستطلب آخر مؤلفات آرثر ميللر.. والدراسات الاخيرة عن المرأة في مسرح شكسبير، وأول مسرحية كتبها ابسن... وبالمناسبة لقد اقام «نيل ارمسترونج» رائد الفضاء الاميركي ثلاثة ايام في جناح كتب الفلك.. ولعلك عندما تنزل في هذا الفندق تحب أن تقضي الليلة في حضن افلاطون..
هذا مقال أعجبني : لـــ عبد الله باجبير جريدة الشرق الاوسط همســــه ~ أتخيل لوأنني أقمت ليلة في ذلك الفندق ... كتب ورائحة قهوة ومذاق شوق ونكهة فلسفة ... ...
بعيد عن الضوضاء وازدحام الفكر وأصوات الظروف وقلق المجتمع ..
ترى أي حلم سيراودني ليلتها ... هل سأرى شكسبير أم سأنشر لي كتاب وأصبح كاتبه مشهوره ..
لا أعلـم ~~~~ لـــــــــــــــكنني بالطبع // أحلمـ ..
أتمنى لكم ساعات ممتعه في حـــــضن مدونتي *_^